(علي ولي الله ) باشراف مؤسسة سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤسستنا فكرية حقوقية ادبية ثقافية وتعنى بالدفاع عن رسول الانسانية والسلام محمد واله الاطهار ,وحقوق الانسان, وتدعوا كل محبي السلام بالعالم اضافة جهودهم لاخوتهم بمؤسستنا


    الرسول ص الاسوة الحسنة

    avatar
    المبلغ
    عضو برتبة ناصر النبي محمد
    عضو برتبة ناصر النبي محمد


    ذكر
    عدد الرسائل : 5
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008

    الساعة الرسول ص الاسوة الحسنة

    مُساهمة من طرف المبلغ الخميس أكتوبر 30, 2008 6:49 am

    دراسة سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كقائد ومصلح


    لم تتعرض كتب التاريخ لسيرة المعصومين (عليهم السلام) بعنوانهم قادة ومصلحين إجتماعيين مارسوا عملية التغيير في النفس والمجتمع بأعظم أشكاله وبحسب ما أُتيح لهم من الفرص، بل إن بعضهم، وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين والحسن المجتبى (عليهما السلام- قاد دولة، واضطلع بأعباء الرئاسة الدنيوية، على تعبيرهم، إضافة إلى الإمامة الدينية التي لا تنفك عنهم بحال.

    وإنما تناولتْ المصادر حياتهم كأشخاص، واكتفت بالسرد التاريخي لتفاصيل حياتهم على أنها جزئيات متفرقة.

    ويمكن إيجاد أكثر من مبرر لهذا النقص في المصادر التاريخية بالنسبة للأئمة الطاهرين، ومنها:

    1- إقصاؤهم (عليهم السلام) عن موقع القيادة الإجتماعية، فلم تُعط لهم الفرصة الكاملة لممارسة هذا الدور، مما طبع على سلوكهم النشاط الفردي، أو، هكذا يتراءى للناظرين في حياتهم بالنظرة الساذجة، وإلا فإن لهم أدواراً مهمة أدَّوها في حياة الأمة، تناولناها تفصيلاً في كتابنا المطبوع (دور الأئمة في الحياة الإسلامية).

    2- عدم نضج الفكر الاجتماعي لدى مؤرخي تلك الأجيال، ليتناولوا بالدراسة والتحليل ما كان يصدر عن الأئمة (عليهم السلام) من تصرفات ومواقف، وإنما كانوا ينقلون الوقائع التاريخية على أنها روايات لمشاهدات، أو، مسموعات مشتتة متفرقة لا تنتظم ضمن إطار محدد يُعبِّر عن مشروع حضاري، أو، برنامج إصلاحي تغييري، كالذي عرضناه في كتابنا المذكور آنفاً.

    3- الإخفاء المتعمد لكثير من تفاصيل حياتهم، إما حسداً، أو، تعصباً، وهذا شأن مخالفيهم، أو، تقية وهذا شأن مواليهم خصوصاً، وإن أغلب التواريخ قد كُتبت في عصر العباسيين ألد اعداء البيت النبوي الشريف، لذلك يقول أحدهم واصفاً علي بن أبي طالب (عليه السلام) باستغراب: (لقد أخفى فضائله أولياؤه خوفاً، وأعداؤه حسداً، ومع ذلك فقد ظهر له ما ملأ الخافقين)، فكيف ستكون الحصيلة لو نقلت لنا الأقوال والأفعال بأمانة وموضوعية.

    4- إن جُلَّ ما وصل إلينا من تاريخهم (عليهم السلام) هو ما كتبه أصحابهم واتباعهم ومحبوهم، وقد ركَّز هؤلاء على الجوانب التي تدعم عقيدتهم فيهم (عليهم السلام)، وتثبت أحقيتهم بالأمر، وما ينفعهم عند الجدال والمخاصمة والاحتجاج، فاهتموا بالمناقب والفضائل والمعجزات والنص على الإمامة والدلالة عليها، ولم يعيروا إهتماماً معتداً به لجوانب حياتهم الأخرى.

    5- تَلَفُ الكثير من الآثار بسبب الفتن المذهبية والأحداث السياسية.

    أقول: ولو كان العذر متوفراً في الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) من جهة هذه المبررات وغيرها، إلا أن عدداً منها لا يأتي فيما يتعلق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد تسلَّم موقع القيادة، وأسَّس دولة ومجتمعاً مدنياً، ومارس عملية التغيير بأوسع أشكالها، مما لم يستطع فعله أحد، وإن تفاصيل حياته الشريفة مدونة حتى في الأمور العادية كالمأكل والملبس، ولا مصلحة لأحد من المسلمين في إخفاء آثاره، فإن الكل يفتخرون بالإنتساب اليه.

    فما علينا إلا أن نعيد قراءة سيرته (صلى الله عليه وآله وسلم) بنظرة جديدة تهمنا نحن كقادة ومصلحين إجتماعيين، إمتثالاً للآية الشريفة التي حثت على التأسي به (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو لا يختص بمفردات حياته الشخصية، وإنما ينبغي أن يكون على جميع الأصعدة، وبجميع المستويات، وبكل الإتجاهات، مما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.

    إن عملية التغيير التي قام بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معجزة من معجزاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، يتعزز بها إيمان المسلم المؤمن برسالته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتكون حجة على غير المؤمن به (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي بين هذا وذاك مثال يحتذى لأي قائد يريد أن يؤسس أمة ويسوسها، ويبني مجتمعاً فاضلاً صالحاً، كذاك الذي أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، ولم يشهد له التاريخ مثالاً، فلم نسمع أن أحداً سرق، أو، قتل، أو، زنى، ولا بأي إنحراف آخر مما تعجُّ به الدول المتقدمة مادياً اليوم، والمتشدقة بحقوق الانسان، إلا حوادث نادرة، إذ لا يُتصور في تلك الفترة القصيرة أن يصل كل المجتمع إلى درجة التكامل المنشود، أما السمة الغالبة فهي الأخوة، والتآلف، والتكامل، والإيثار، والسمو عن الماديات، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الله والمبدأ الذي آمنوا به.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أبريل 18, 2024 10:12 pm